كيف تكتب مقال تفاعلي يحقق انتشارًا واسعًا على الإنترنت؟

إن كنت بصدد إطلاق مدوّنتك الخاصّة أو كنت تملك واحدةً مسبقًا وتتساءل كيف تكتب مقال احترافي يجذب المزيد من القرّاء لموقعك، ويحفزّهم على نشر مقالاتك بين منصات التواصل، على وكيف ترقى بالمحتوى لديك إلى مستوى المدوّنات العالمية المشهورة التي تتميز بقاعدة قرّائها الواسعة، فهذه المقالة أعددناه لك لأهم النصائح في ذلك.

علينا أن ندرك أن الكتابة ليست مجرّد تحويلٍ لبعض الأفكار إلى نصوص مكتوبة. بل إن الكتابة هي وسيلة لإقناع القارئ بفكرة أو وجهة نظر أو حقيقية علميّة، أو ربما مجرّد إيصال المعلومات له بأبسط طريقة ممكنة، بحيث لم يكن القارئ نفسه يتوقع أن يحصل عليها بتلك السهولة.

المقال الناجح يبدأ من مرحلة ما قبل الكتابة حتى، فمعرفتك الجيّدة لجمهور القرّاء المستهدف من ذلك المحتوى على اختلاف ثقافاتهم وخلفيّاتهم العلمية والاجتماعية، بالإضافة إلى جوهر المعنى الذي يريدون معرفته من قراءة مقالك، هذين العنصرين هما مفتاح نجاح مقالاتك.

في مقالنا اليوم سنخوض رحلةً مميّزة نستعرض فيها كل ما تحتاج إلى معرفته لكتابة مقالة ناجحة تلقى نجاحًا ورواجًا في أوسط القرّاء وربما تصبح مصدرًا قيّمًا تستخلص منه الصفحات الأخرى المعلومات التي تحتاجها.

سنقسّم الشرح  إلى ثلاثة مراحل متتالية على النحو التالي:


المرحلة الأولى (ما قبل الكتابة) 

قبل أن تبدأ في كتابة كلمتك الأولى في مقالتك قف لحظة لتسأل نفسك: أي نوع محتوى أرغب في تقدميه؟ هناك الكثير من أنواع المقالات التي يمكن كتابتها ونشرها عبر الإنترنت، بالإضافة إلى ذلك لابد من معرفة المواضيع الرائجة التي يهتم بها المستخدمون من أجل البحث عن المحتوى الذي يريدونه، لكي تزيد فرصتك في الظهور أمام أولئك المستخدمين في محركات البحث وبالتالي تزيد فرصة الحصول على مزيد من الأرباح أو التفاعل على مقالاتك.

في الفقرات التالية سنتحدث عن أهم النقاط التي يجب تأخذها في الحسبان قبل أن تشرع في كتابة المقالة، وذلك للوصول إلى جودة مُرضية وتحصيل أكبر قدرٍ ممكن من الفائدة.

1 - تحديد نوعية المحتوى الذي تريد نشره 

عند شروعك في نشر مقالتك عبر الإنترنت، فإن أولى الخطوات إلى ترتيب أفكارك ثم تحديد الصياغة المناسبة للمقالة، والتي من المتوقع أن يستفيد منها القارئ إلى أقصى درجة ممكنة.

توجد العديد من أنواع المقالات التي يتم نشرها ومشاركتها عبر الإنترنت، وفيما يلي أشهر تلك الأنواع: 

  • مقالات القوائم
    هذا النوع من المقالات يتسم بالمحتوى الكثيف نوعا ما، ويبدأ بعنوان، مثل (أفضل 10 نصائح.........)، وخلال المقالة يكون هناك 10 عناوين رئيسية بحيث يقدّم كل عنوان معلومات عن نصيحة ما بتفصيلها. هذا النوع من المقالات مفيد لك في حال رغب المستخدم في مقارنة بعض الأشياء للاختيار من بينها، فإن مقالة القوائم هي الحل الأفضل لهذا النوع من المحتوى.
    مثال على ذلك المقالة التالية: أفضل 19 طريقة للربح من موقعك.
  • مقالات الشروحات
    هناك نوع آخر من المقالات وهو مقالات الشروحات والتي تشرح أمرًا ما بشكل تفصيلي(كيف أقوم بعمل..... )هذا النوع مفيد للزائر الذي يبحث عن حلول لمشكلة تواجهه وطريقة تنفيذ ذلك الحل، وهنا يكون من الأفضل أن تكون مقالتك مدعومة بالشرح مع الصور أو الفيديوهات إن لزم الأمر. 
    مثال على ذلك: شرح إنشاء مدونة ووردبريس من الألف إلى الياء
  • مقالات اللقاءات أو المراجعات
    هذا النوع يمكن أن يساعد في انتشار محتوى مقالاتك بقوة كبيرة، حيث يعتمد على إجراء مقابلة شخصية من أحد المشاهير أو المتخصصين في مجال ما، والبدء في طرح الاسئلة التي تساعدك على تقديم إجابات لزوارك عما يبحثون عنه. أو يكون المقالة عبارة عن سرد مراجعة لك أو تجربة تفصيلية قمت بإعدادها عن إحدى المنتجات أو الخدمات التي تهم زوار مدونتك.
    مثال على ذلك: مراجعة خدمة كلاود فير ومدى تأثيره في موقعك
  • المحتوى الإخباري
    كذلك يمكنك استعراض كافة الأخبار والمستجدات أو التطورات عن المواضيع التي يهتم بها زوار موقعك، وما أخر تحديات السوق ونصائح وتعليقاتك الخاصة عن هذه الأخبار. ويفضل أن تكون المعلومات المذكورة مدعومة بمصدرها أو مدعومة بالأدلة المصورة، لذلك يجب أن يكون محتوى الأخبار مدعمًا بالمصادر والبراهين المصورة.

2 - البحث عن المواضيع الرائجة

قبل أن تبدأ في كتابة مقالتك أو مشوارك الكتابي، فإن من الأفضل أن تجريَ بحثًا جيّدًا عن الكلمات المفتاحية التي يستخدمها المتصفّحون في البحث عن هدفهم عبر محركات البحث المختلفة، مثل جوجل وبينج وغيرها، للوصول إلى هذا المحتوى، ومن ذلك تعرف المواضيع الأكثر اهتمامًا عند شريحتك المستهدفة.

يمكنك الإطلاع على الدليل الكامل لاختيار الكلمات المفتاحية من أجل تعزيز مقالتك بالكلمات التي يستخدمها الباحثون في محركات البحث، وبالتالي سيكون لديك فرصة أكبر للظهور في مقدّمة نتائج البحث وجذب أكبر قدر من الزائرين إلى موقعك. 

أثناء بحثك عن الكلمات المفتاحية حاول أن تختار الكلمات التي تمتاز بعدد كبير من عمليات البحث وفي نفس الوقت لا يكون عليها منافسة كبيرة حسب حجم موقعك خصوصًا إذا كان في البداية.

3 - عمل عصف ذهني للخروج بأفضل الأفكار 

يأتي العصف الذهني يأتي بعد تجميع الأفكار الرئيسية وتحديد الكلمات المفتاحية الرئيسية للمحتوى الذي تخطط لكتابته في مقالتك، ويتضمّن العصف الذهني ترتيب الأولويّات والأفكار والأهداف التي تريد صياغتها في المقال. 

أما تحديد الأولويّات في المقالة فهو عنصر جوهري لأنك لن تستطيع كتابة كل شيء متعلّق بموضوعٍ ما وإلا فيجب عليك تأليف كتابٍ عوضًا عن كتابة مقالة، في حين أن الأهداف والأفكار مرتبطين ببعضهما، لكي تحدد الأفكار عليك وضع الأهداف من مقالتك أولًّا.

مثلًا، لنقل أنك تريد توضيح "كيفية استخدام خاصيّة معيّنة في برنامجٍ الفوتوشوب"، فإن الهدف من هذه المقالة هو شرح كيفية استخدام تلك الأداة أو هذه الخاصية، وبالتالي تكون الأولوية لشخص مبتدئ ليس لديه خلفية عن استخدام تلك الأداة ويريد التعرف عليها بشكل جيد، وستركز عناصر المقالة على ذلك، ولن تطرق مثلًا للحديث عن تاريخ شركة Adobe في إطلاق أول نسخة من الفوتوشوب وبرامج Adobe الأخرى لعمل التصميم. فهذا سيكون ابتعاد عن هدف المقالة الأصلي وهو شرح تلك الخاصية على وجهٍ محدد.

خلال مرحلة العصف الذهني لا تتردد في الإطلاع على مقالات الأخرين، وسؤال الناس عن ملائمة الأفكار التي تريد الكتابة عنها، وذلك بهدف الخروج بأفضل شكل وصياغة وترتيب لمقالتك.


المرحلة الثانية (أثناء الكتابة) 

بعد انتهاء مرحلة التجهيز والترتيب والتنظيم، تبدأ مباشرة مرحلة الكتابة، والتي تفرّغ عبرها كافة الأفكار التي رتّبتها سابقًا في مقالة تقدم للقارىء كل ما يبحث عنه بأسلوب بسيط وسهل الفهم. خلال الفقرات التالية سنستعرض لك أهم العوامل التي يجب عليك الإهتمام بها أثناء كتابتك للمقالة.

أثناء كتابك للمقالة في المدونة الخاصة بك، تأكد من أنك تستخدم إحدى الأدوات التي تساعدك على تقديم محتوى يكون مراعيًا لمحركات البحث، اي مراعيًّا لما يُعرف بمعايير السيو (SEO).

حتى وإن كانت لديك معرفة كافية حول كيفية التعامل مع التقنيات الخاصة بمحركات البحث، فإنه من المحتمل أن تنسى بعض الأمور التي يحتاجها مقالك ليكون مهيأ بشكل كامل للظهور في محركات البحث.

أحد أهم الإضافات التي ستساعدك كثيرًا إذا كنت من اصحاب مواقع الووردبريس هي إضافة Yoast للسيو. أو إضافة رانك ماث Rank math أو غيرها من الإضافات المفيدة والمهمة لكي تحصل على محتوى يلائم كل من الزائر ومحرك البحث في الوقت نفسه.

من أهم الأشياء التي يجب الإهتمام بها كذلك أثناء كتابة المقالة وهو اختيار "عنوان المقالة". يجب عليك أن تمنح ذلك العنصر الجوهري الوقت الكافي في التفكير والترتيب والتخطيط بهدف الخروج بعنوان جذاب ومُعبّر عن المحتوى الذي ستقدّمه في المقالة. 

عنوان المقالة لا بُدّ أن يكون مهيئًا للسيو SEO في المقام الأول؛ إذ يجب أن يحتوي على الكلمة المفتاحية التي يبحث عبرها الزوار عن محتوى مقالتك. بالإضافة إلى أنه يجب أن يكون سهل القراءة ويحمل جرعةً من التحفيز بهدف شد انتباه القارئ، ويجب أن يعبر العنوان كذلك عن المحتوى الذي يتوقّع القارئ الحصول عليه، بمعنى آخر يجب أن يُلخّص العنوان محتوى المقال بشكل جذّاب ويلفت انتباه القارئ في الوقت نفسه.

اهتم بالمحتوى المرئي داخل مقالتك. فلربما لاحظت وجود العديد من الصور داخل المقالة التي تقوم بتصفحها الآن، والتي منحتك شيئًا من السلاسة أثناء الإنتقال بين محتوى الفقرات المختلفة. هذا هو الهدف الأساسي الذي يحب عليك الحصول عليه من خلال المحتوى المرئي.

يساعد المحتوى المرئي على إنشاء جوٍّ من المتعة والتفاعل مع المحتوى في المقال، ومع ذلك حاول دائمًا أن يكون المحتوى المرئي المصور داخل مقالتك متوازنًا دون زيادة أو نقصان، وبالتأكيد زيادة المحتوى المرئي عن الحد المسموح به قد يشتت انتباه الزائر وربما لا يكون قادرًا على استكمال قراءة المقالة.

كذلك يتوجب عليك تصميم صورة بارزة Featured image لمقالتك، وهي من العناصر المهمّة لذلك عليك استثمار الوقت والجهد الكافي فيها لأنها تمثل الواجهة الأساسية لمقالتك عند مشاركة محتواها عبر منصات التواصل الإجتماعي.

احرص على أن يكون محتوى مقالتك سهل القراءة وكأنك تقوم بكتابته للأطفال الصغار. عند تقديمك محتوى تقني، على سبيل المثال، حاول أن تبتعد عن الألفاظ والمصطلحات الغريبة عن المهتمّين بهذا المجال. حاول دائمًا أن تقدم المعلومات بالأسلوب الذي يفهمه كل الناس، وابتعد عن التعبيرات غير المشهورة وغير المعروفة لدى القراء العوامّ. 

اختيار المصطلحات والكلمات البسيطة والواضحة يساعدك على زيادة تفاعل زوّارك مع المحتوى، وهذا يساعدك على إبقاء الزوّار أكبر فترة ممكنة في موقعك، هذا بالطبع سيعود بنتائج إيجابيّة جدًا على ترتيب موقعك لدى جوجل.

من الأمور التي يجب عليك مراعاتها أيضًا هي ربط (Linking) مقالات موقعك أو مدونتك مع بعضها البعض، وذلك بهدف ربط جميع التفاصيل التي قد تثير فضول القارئ. على سبيل المثال نحن هنا نتحدث عن "طريقة كتابة مقالة ناجحة" وخلال السياق يمكنني أن أوجّه جمهور القرّاء إلى مقالة أخرى تتحدث عن شرح كيفية إنشاء مدونة مجانية على الووردبريس، وهو ما قد يحتاجه النسبة الأكبر من القرّاء.  

يُعدُّ الربط الداخلي بين صفحات موقعك سلاحًا ذو حدين، لكن إذا نجحت في إنجازه بتوازن فسيكون مفيدًا جدًا لموقعك. يجب أن تربط صفحات موقعك فقط في حالة كان لديك مقالة أخرى تتحدث عن موضع يدعم الفكرة أو يكمّل بعض الأفكار التي تتحدث عنها في المقالة الحالية، هذا سيزيد من فترة بقاء الزائر لديك بشكل ملحوظ كما ذكرنا. 

أما إن لجأت إلى الربط العشوائي لمحتوى لا يُعنى به القارئ ولا صلة له بالمحتوى الذي تقدّمه عبر مقالتك فإن ذلك سيتسبب في تشتيت الزائر وربما يؤدي إلى نفوره من الموقع كليًّا. 


المرحلة الثالثة (ما بعد الكتابة) 

لا ينتهي العمل على مقالتك بالضغط على زر" نشر"، فالرحلة مستمرة حتى تنجح في توصيل محتوى تلك المقالة إلى الجمهور المستهدف والذي يبحث عن ما تقدمه لهم.

بعد انتهائك من كتابة المقالة فمن أن تشاركها مع شبكتك الخاصة، سواء عبر صفحات التواصل الإجتماعي التي تتفاعل بداخلها مع زوار موقعك أم عبر مدونتك الخاصة، كذلك يمكنك إرسال المقالة إلى الأعضاء المشتركين في القائمة البريدية الخاصة بك. 

تذكر انه إذا حصلت مقالتك على تفاعل جيد خلال الدقائق الأولى من نشرها فهذا يعني قفزةً كبيرة في نتائج البحث على جوجل، وسرعان ما تجد مقالتك في صفحات النتائج الأولى.

بعد نشر المقالة التي تحتوي على معلومات مفيدة لزوار مدونتك، عليك متابعة تحديث وتطوير المحتوى بين الحين والآخر، بحيث تقدّم آخر المستجدات عن الموضوع الذي تتحدث عنه. 

على سبيل المثال إذا كانت مقالتك تتحدث عن "الأنظمة الغذائية التي تساعد على حرق الدهون"، في هذه الحالة من الممكن بعد فترة أن يظهر نظام غذائي جديد لم تتطرّق إليه في مقالتك، في هذه الحالة يتطلب الأمر منك الدخول إلى محتوى مقالتك وتحديث المعلومات والتفاصيل فيها وتقديم آخر المستجدات التي من المحتمل أن تثير انتباه وتفاعل الزوار. 

يمكنك استخدام كافة أساليب التسويق الإلكتروني لترويج محتوى موقعك وإيصاله للزوار المستهدفين

الخلاصة

يجب أن يكون أمامك هدف كبير أثناء كتابة مقالتك ونشرها عبر الإنترنت، وهو أن تقدم المعلومة للقارىء الذي يبحث عنها بأفضل طريقة وأسهل أسلوب يمكنه الحصول عليه، كما يجب أن تحاول التركيز فقط على الموضوع الذي تتحدث عنه ولا تشتت انتباه القارىء إلى أمور فرعية أو جانبية أخرى. تذكر أنه كلما كانت كلمات مقالتك سهلة الفهم وترتيب المحتوى منظم، كلما زاد تفاعل القراء مع محتواك.

مطور ويب ومتخصص في تطوير المواقع والمتاجر الإلكترونية باستخدام الووردبريس، وخبير في أرشفة المواقع لدى محركات البحث وتقنيات SEO