في الوقت الحالي، أصبح تطوير الويب ضرورة استراتيجية وبوابة نحو فرص لا حصر لها، فالجميع يعتمد على الويب للتواصل، وتقديم الخدمات، وبيع المنتجات، وبناء الأعمال، وتحقيق النمو. وقد يتبادر إلى الذهن أن أدوات مثل ووردبريس أو حتى التطورات المذهلة في مجال الذكاء الاصطناعي، تقلل من أهمية مطوري الويب المختصين.
لكن الحقيقة أن هذه الأدوات، على الرغم من فعاليتها في إنشاء مواقع أساسية، تظل قاصرة عن تلبية الاحتياجات المتقدمة أو المخصصة التي تتطلبها المشاريع الإلكترونية المعقدة والتطبيقات المبتكرة، فهذه المشاريع والتطبيقات تحتاج إلى خبرة ومهارة مطوري ويب محترفين، ولذلك فإن إتقان تطوير الويب، يفتح لك آفاقًا وظيفية مستقبلية واسعة.
لكن السؤال المهم، هو كيف تبدأ وتستمر بالتعلم حتى الوصول إلى الاحتراف؟ سنطلعك في هذا المقال على خارطة طريق توضح لك ذلك، وتساعدك على بلوغ هدفك لتصبح مطور ويب بأسرع وقت وأعلى احترافية.
ما هو تطوير الويب وماذا يشمل؟
يشير تطوير الويب إلى عملية بناء وصيانة المواقع والتطبيقات التي تعمل عبر الإنترنت، ويعد مجالًا واسعًا يشمل جوانب عديدة، تبدأ بتطوير الواجهات التي يتفاعل معها المستخدمون، وتصل حتى برمجة المنطق الذي يضمن عمل الموقع أو التطبيق بشكل صحيح. ويمكن تقسيم تطوير الويب إلى 3 تخصصات أساسية هي:
- تطوير الواجهة الأمامية (Front-end Development): يعني تطوير الواجهات التي يراها المستخدمون، سواء كانوا زوارًا يتفاعلون مع الواجهة الأمامية، أو مدراء يتعاملون مع لوحة التحكم، حيث يتم فيها برمجة الواجهات التي صممت بواسطة المصممين، وضمان أن الموقع متجاوب مع كافة الشاشات. وتنفذ التعليمات البرمجية الخاصة بهذا التخصص على متصفح المستخدم وليس على الخادم.
- تطوير الواجهات الخلفية (Back-end Development): يمثل تطوير والتعامل مع الجزء الخلفي الذي لا يراه المستخدمون من الموقع أو تطبيق الويب، مثل إدارة الخادم، وقواعد البيانات، بالإضافة إلى أهم شيئين، وهما برمجة المنطق الذي يعالج البيانات، والتفاعل مع الواجهات الأمامية لتقديم المعلومات المطلوبة، وتنفذ التعليمات البرمجية الخاصة بهذا التخصص على الخادم وليس على متصفح المستخدم.
- تطوير الويب الشامل (Full-Stack Development): يجمع هذا التخصص بين مهارات تطوير الواجهات الأمامية والواجهات الخلفية، ويكون متقن تطوير الويب الشامل قادرًا على بناء وصيانة موقع أو تطبيق ويب بنفسه بالكامل.
توضيح تخصصات تطوير الويب بمثال
ولتوضيح هذه التخصصات والفرق بينها بشكل أفضل، سأضرب مثالًا أحد تطبيق الويب التي طورتها بنفسي. التطبيق باسم احجزلي، ويوفر لأصحاب الأعمال إمكانية تلقي طلبات الحجز وإدارتها. يمتلك التطبيق واجهتين، واحدة تظهر للزوار، وأخرى عبارة عن لوحة تحكم يدخل إليها المدراء فقط.

عندما طورت الواجهات التي تظهر سواء للزوار كما في الصورة السابقة، أو للمدراء كما في الصورة التالية، استخدمت تخصص تطوير الواجهة الأمامية، حيث استلمت أشكال الواجهات من مصمم مختص، ثم استخدمت مهارات تطوير الواجهة الأمامية لبرمجتها وجعلها جاهزة للتكامل مع الواجهة الخلفية.

لكن الواجهات الأمامية السابقة التي طورتها لم تكن لتؤدي العمل لوحدها، فلكي يعمل التطبيق كنت أحتاج مثلًا إلى تخزين طلب الحجز عندما يتمه العميل في قاعدة البيانات، وأيضًا كنت أحتاج إلى جلب طلبات الحجز التي نفذها العملاء من قاعدة البيانات إلى لوحة تحكم المدير ليتسنى له الاطلاع عليها والموافقة أو الرفض. لفعل مثل هذه الأمور استخدمت تخصص تطوير الواجهة الخلفية.
وبما أنني نفذت ما يشتمل عليه تخصص تطوير الواجهة الأمامية وتطوير الواجهة الخلفية، فيمكن أن أسمي نفسي مطور ويب شامل.
خارطة طريق احتراف تطوير الواجهات الأمامية
لكي تصبح مطور واجهات أمامية محترف، توجد مجموعة من اللغات والتقنيات التي عليك إتقانها لتتمكن من بناء واجهات توفر تجربة مستخدم جذابة وتفاعلية، وهي:
HTML
HTML هي لغة الترميز التي تحدد الهيكلة الأساسية لكل صفحات الويب، فمن خلالها نبني هيكل الصفحة ونحدد العناصر التي ستظهر فيها، مثل العناوين والفقرات والجداول والقوائم، لكنها لا توفر إمكانية تنسيق الصفحة بدرجة كافية، ولذلك يُعتمد على لغة CSS لهذا الغرض.

CSS وأطر عملها الشهيرة
CSS هي لغة الترميز المسؤولة عن تنسيق وتصميم صفحات الويب، أي أنها تحدد كيف ستظهر العناصر في الصفحة ومواقعها وأحجامها، فمثلًا نحدد من خلالها أن هذا العنوان سيظهر بلون أزرق، وأن ذلك الإطار سيظهر بلون أسود، كما توفر إمكانية عمل تحريك للعناصر، أما أطر عملها فهي تسهل عملية التنسيق والتصميم كثيرًا عبر توفير مكونات جاهزة قابلة لإعادة الاستخدام، وطرق مبتكرة تقلل الكتابة اليدوية للكود، وأشهرها Bootstrap و Tailwind CSS.

JavaScript
JavaScript هي لغة البرمجة التي تضيف التفاعلية والحيوية إلى صفحات الويب، فمن خلالها يمكن إنشاء قوائم منسدلة، ونوافذ منبثقة، وتحديث المحتوى ديناميكيًا دون إعادة تحميل الصفحة، والتحقق من تفاعلات وإدخالات المستخدم، وتعد الركيزة الأساسية في تطوير الواجهات الحديثة.

أدوات وتقنيات إضافية مهمة
هناك أيضًا أدوات وتقنيات إضافية تحتاج إلى فهم كيفية التعامل معها، وهي:
- نظام Git ومنصة GitHub: التعرف عليهما من الأساسيات، فـ Git هو نظام تحكم بالإصدار يتيح تتبع التغييرات في الكود، والرجوع إلى إصدارات سابقة، وإنشاء فروع للتطوير الموازي، ودمج التغييرات بسهولة، أما GitHub فهي منصة تستخدم Git وتتيح ميزات إضافية مثل التعاون بين الفرق والاستضافة وإدارة المشاريع.
- أدوات المطور في المتصفح: تعد من الأساسيات أيضًا، وهي مجموعة من الأدوات المتوفرة في كل المتصفحات الحديثة مثل Chrome و Firefox، وتوفر ميزات قوية لتصحيح الأخطاء، وفحص أداء وبنية الصفحة، منها أداة فحص العناصر (Inspect Elements) التي تتيح رؤية بنية HTML للصفحة، وكيفية تطبيق CSS على العناصر.

وتوفر حسوب دورة مخصصة لتعلم تطوير الواجهات الأمامية، تتضمن دروسا عملية تشرح كافة المفاهيم اللازمة من الألف إلى الياء، ولا يتطلب حضورها أي معرفة برمجية مسبقة، لذلك أنصح بها بشدة لاحتراف تطوير الواجهات الأمامية بأفضل طريقة وأقصر وقت.

كما توفر موسوعة حسوب أيضًا شروحات مفصلة للمبتدئين والمتقدمين مكتوبة بواسطة خبراء في المجال، وتشمل كافة لغات تطوير الويب وأطر عملها الشهيرة، بما فيها لغات تطوير الواجهة الأمامية.
خارطة طريق احتراف تطوير الواجهات الخلفية
يركز تخصص تطوير الواجهات الخلفية على منطق عمل التطبيق وقواعد البيانات والخادم الذي يشغل موقع أو تطبيق الويب، ويتطلب مهارات تختلف عن المهارات المطلوبة في تطوير الواجهات الأمامية.
ومن أهم المهارات المطلوبة هنا هي تعلم لغة برمجة تُنفذ على الخادم، حيث تستقبل الأكوادُ التي تُكتب بهذه اللغة المعلومات من الواجهة الأمامية، وتنفذ مجموعة من العمليات، منها تنفيذ استعلامات في قاعدة البيانات، ثم تعيد معلومات جديدة إلى الواجهة الأمامية، وتوجد لغات عديدة حيث يعتمد اختيار اللغة التي ستتعلمها على أنواع المواقع والتطبيقات التي تريد التخصص بها:
- PHP: هي لغة مصممة خصيصًا لتطوير الويب، وتعد من الأكثر قوة، تمتاز بسهولة تعلمها ودعمها الواسع من قبل شركات الاستضافة، ولديها مجتمع ضخم، وموارد تعليمية كبيرة، وأطر عمل قوية، أهمها Laravel، وتعد مناسبة لمختلف المواقع والتطبيقات، بما فيها المتاجر الإلكترونية.
- Python: هي لغة متعددة الأغراض، مشهورة ببساطتها وسهولة قراءتها، وتعد أيضًا من أكثر اللغات قوة في تطوير الويب، ولديها أطر عمل قوية ومرنة مثل Django و Flask، وتعد مناسبة لمختلف أنواع المواقع والتطبيقات أيضًا، لكنها أفضل عند بناء تطبيقات تعتمد على تحليل البيانات أو الذكاء الاصطناعي.
- JavaScript: تتوفر بيئة تشغيل تسمح بتنفيذ أكواد JavaScript على الخادم يطلق عليها Node.js، ويمكن استخدامها لبرمجة الواجهة الخلفية، وهذا يعني أنه يمكن استخدام نفس اللغة على كلتا الواجهتين الأمامية والخلفية. وتعد JavaScript مناسبة لتطبيقات الوقت الفعلي، مثل تطبيقات الدردشة والألعاب.
وأيا كانت لغة البرمجة التي قررت تعلمها، فإنك تستطيع الاعتماد على دورة أكاديمية حسوب المقابلة، حيث تأخذك في رحلة لتحترف اللغة حتى لو لم تكن تمتلك أي خبرة برمجية:
- دورة تطوير تطبيقات الويب باستخدام لغة PHP
- دورة تطوير التطبيقات باستخدام لغة Python
- دورة تطوير التطبيقات باستخدام لغة JavaScript
وبالإضافة إلى لغة برمجة الخادم ستحتاج إلى التعرف على قواعد البيانات وكيفية تخزين واسترجاع البيانات منها، وعلى واجهات برمجة التطبيقات (APIs) لتمكين التواصل بين الواجهتين الأمامية والخلفية، والسماح بربط تطبيق الويب بالخدمات الخارجية بشكل آمن، وكذلك فهم الخوادم، وكيفية نشر التطبيق على الإنترنت، وكل ذلك تغطيه دورات أكاديمية حسوب.
خارطة الطريق إلى مطور ويب شامل
بما أن تطوير الويب الشامل يجمع بين تطوير الواجهة الأمامية وتطوير الواجهة الخلفية، فإن خارطة الطريق هنا هي كلتا الخارطتين السابقتين، حيث يمتاز مطور الويب الشامل بقدرته على بناء تطبيقات ويب متكاملة دون الحاجة إلى مساعدة مطور آخر.
لماذا دورات أكاديمية حسوب هي خيارك الأمثل لتعلم تطوير الويب؟
عندما يتعلق الأمر باختيار مصدر تعليمي، فإن عوامل عديدة تلعب دورًا حاسمًا في اختيار المصدر الذي يفيد حقًا، وهذا الأمر يجعل دورات أكاديمية حسوب خيارًا مثاليًا للبدء، فهي تمتاز بـ:
- دروس شاملة ومدروسة: تغطي دورات أكاديمية حسوب كافة الجوانب النظرية والتطبيقية التي تتطلب معرفتها احتراف تخصص تطوير الويب.
- تحديثات مستمرة: تُحدث الأكاديمية محتوى دوراتها بشكل مستمر لمواكبة أحدث التقنيات، وتضيف إليها دروس تعليمية جديدة.
- بناء مشاريع متكاملة: تغطي الدورات جميعُها طرق بناء العديد من المشاريع والتطبيقات الواقعية من الألف إلى الياء.
- محتوى باللغة العربية: لطالما كانت اللغة عائقًا أمام الكثير من الطامحين الشباب العرب لتعلم تطوير الويب، وهذا أمر لمسته في مسيرتي، ولإزالة هذا العائق تُقدم الدورات باللغة العربية بالكامل.
- مدربون خبراء: تقدم الدورات بواسطة مدربين خبراء، وتتضمن إرشادات دائمة من المدربين، وإجابة عن جميع الأسئلة والاستفسارات.
- شهادات معتمدة: بعد إتمام أي دورة بنجاح، ستحصل على شهادة معتمدة من أكاديمية حسوب، تثبت الخبرة وليس الحضور، لأنها تُقدم بعد اجتياز امتحان، وهذا يعزز من فرصك في الحصول على وظيفة.
إن تعلم تطوير الويب هو استثمار في مستقبلك المهني، ففي عالم يزداد فيه الاعتماد على التكنولوجيا، يبقى الطلب على مطوري الويب المحترفين في ازدياد مستمر. وسواء كنت تطمح لبناء مشاريع خاصة، أو العمل في شركة مرموقة، أو كمستقل على مواقع العمل الحر، فإن مهارات تطوير الويب ستفتح لك أبوابًا واسعة من الفرص، لذلك ابدأ رحلتك الآن واجتزها بسرعة عبر الاعتماد على دورات أكاديمية حسوب، وكن جزءًا من صناعة المستقبل الرقمي.
اترك تعليقك