المتاجر الاجتماعية أم ووكومرس؟ خلاصة تجربتي بعد فترة من الاستخدام للمنصتين

بعد سنوات من العمل على متاجر ووكومرس والمتاجر الاجتماعية، بدأت أرى بوضوح الفروقات بين التجربتين، حيث كانت المتاجر الاجتماعية في البداية خيارًا سريعًا وعمليًا لإطلاق المنتجات وجذب العملاء دون تعقيدات، لكن مع الوقت ظهرت تحديات في إدارة المتجر وتوسيع نطاقه. 

عندها بدأت أبحث عن منصة أكثر احترافية تمنحني حرية أكبر في التصميم والتحكم، وهنا جاءت تجربة ووكومرس التي فتحت أمامي آفاقًا جديدة. في هذا المقال، أشارك خلاصة تجربتي بين المنصتين، وما الذي يجعل كل خيار مناسبًا أو غير مناسب بحسب احتياجاتك.

تجربتي مع المتاجر الاجتماعية

بدأت نشاطي التجاري عبر الإنترنت ببيع الملابس على المتاجر الاجتماعية، واستهدفت في البداية متجر Marketplace التابع لمنصة فيسبوك، إذ كان الخيار الأسهل بالنسبة لي، فهو لا يتطلب أي خبرة تقنية في بناء المتاجر الإلكترونية الذي بدى لي معقدًا من الوهلة الأولى.

كنت أبحث عن بداية سريعة وبلا تعقيدات، ولذلك استطعت خلال دقائق إنشاء حساب جديد مخصص لعرض المنتجات على Marketplace، وبدأت في رفع المنتجات بسهولة على المنصة. بعد ذلك، لم يكن أمامي ما أقوم به سوى الانتظار حتى يقوم أحد الزوار بشراء المنتجات.

بحثت كثيرًا عن استراتيجيات تسويقية لتعزيز المبيعات، لكن وجدت أن تطبيقها شبه مستحيل على متجر Marketplace وغيره من المتاجر الاجتماعية. 

متجر ملابس على منصة Marketplace التابعة لفيسبوك
متجر ملابس على منصة Marketplace التابعة لفيسبوك

عند هذه النقطة أدركت أن رؤيتي كانت قصيرة المدى؛ فقد ركزت على البدء السريع والاعتماد على جمهور المتاجر الاجتماعية دون إدراك كافٍ لمستقبل متجري أو لأهمية بناء علاقة متينة مع العملاء — وهي الركيزة الأساسية لنجاح التجارة الإلكترونية — فضلًا عن محدودية قدرتي على توسيع المتجر ليتضمن خيارات تسويقية واستهداف أوسع. 

العيوب التي واجهتها مع المتاجر الاجتماعية

مع مرور الوقت، لاحظت وجود قيود كبيرة على المتجر، فلم يكن لدي تحكّم كامل في خيارات التخصيص أو عرض المنتجات أو إدارة المبيعات. فعلى سبيل المثال، عند رفع منتج جديد، لم أكن أستطيع التحكم في طريقة عرض الصور، كما كانت المنصة تفرض متغيرات ثابتة للألوان فقط، دون إمكانية عرض المقاسات أو خيارات الطباعة أو غيرها من المتغيرات المهمة.

رفع منتج جديد على Marketplace
رفع منتج جديد على Marketplace

ونتيجة لذلك، واجهت قيودًا واضحة في التصميم حالت دون إبراز الهوية البصرية للمتجر بالشكل الذي يعكس علامتي التجارية. كانت القوالب والتنسيقات محدودة ومتطابقة بين الجميع، مما أفقد المتجر تميّزه، وهو ما كان يظهر بوضوح عند البحث عن المنتجات المنافسة في المنصة.

كما أن الاعتماد الكامل على المنصة كان مخاطرة كبيرة بحد ذاته؛ إذ إن أي حظر للحساب أو انخفاض في معدلات التفاعل يعني فقدان الوصول إلى الجمهور والعملاء المحتملين. ولا يمكن إغفال غياب السيطرة التامة على المتجر، فالتغييرات المفاجئة في سياسات المنصة أو قراراتها قد تؤدي إلى تقييد الوصول أو حتى إيقاف المتجر بالكامل دون سابق إنذار، مما جعل استمرارية العمل مرهونة بعوامل خارجية لا أتحكم بها.

كذلك على مستوى التقارير، واجهت فقرًا شديدًا في البيانات مقارنة بالمنصات الاحترافية؛ إذ لم تساعدني على تحديد المنتجات الأكثر مبيعًا أو تحليل سلوك العملاء بشكل معمّق. كانت الإحصائيات سطحية ومحدودة، الأمر الذي صعّب علي اتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على بيانات دقيقة لتطوير المتجر وتحسين التسويق.

تقارير المبيعات على المتاجر الإجتماعية
تقارير المبيعات على المتاجر الإجتماعية

تضاف هذه التحديات إلى غياب العلاقة الحقيقية مع العملاء، فالعميل غالبًا يشتري مرة واحدة لأن المنتج ظهر أمامه أثناء التصفح أو البحث، دون معرفة سابقة بالمتجر أو العلامة التجارية. وحتى إذا رأى منتجي مرة أخرى، فلن يميّز أنه من نفس البائع، مما يحرم المتجر من فرصة بناء ولاء طويل المدى أو قاعدة عملاء دائمة.

هذا النمط من البيع السريع جعلني أشعر أنني أبيع منتجات فحسب، دون أن أؤسس علاقة أو هوية يمكن الاعتماد عليها لضمان استمرارية النشاط ونموه.

الانتقال إلى ووكومرس

بدأتُ في البحث عن بديل مناسب لا يتطلّب خبرة تقنية كبيرة، وفي الوقت نفسه يوفّر المرونة التي أبحث عنها، سواء من حيث التصميم، التسويق، بناء المنتجات بمختلف أنواعها، تطبيق الاستراتيجيات التسويقية، والحصول على تقارير شاملة.

وجدت أن الخيار الأمثل هو ووكومرس، خاصة بعدما اكتشفت الدعم الواسع الذي يقدمه مجتمع المطورين من خلال الحلول البرمجية الجاهزة التي تمكّن من تطوير وتخصيص وظائف المتجر بسهولة، إلى جانب الدعم المجتمعي الكبير الذي يوفّر شروحات تفصيلية تناسب المبتدئين وتساعدهم على بناء متاجرهم وحل أي مشكلات تقنية قد تواجههم.

في البداية، قمت بحجز الاستضافة الخاصة بمتجري بعد الاطلاع على مقال "ما هي أفضل استضافة ووردبريس؟"، ثم تمكنت بسهولة من تثبيت ووردبريس بنقرة واحدة عبر لوحة تحكم الاستضافة.

تثبيت ووردبريس على الاستضافة
تثبيت ووردبريس على الاستضافة

بعد ذلك، اتبعت دليل شرح WooCommerce لإنشاء متجر إلكتروني متكامل خطوة بخطوة.

أول انطباع شعرت به بعد إطلاق المتجر هو أنني أصبحت أمتلك متجرًا فعليًا أتحكم في كل تفاصيله. وقد ظهر هذا بشكل واضح عند رفع المنتجات، حيث كان بإمكاني تحديد نوع المنتج (مادي، رقمي، أو قابل للتحميل)، وإضافة الخصومات، وتخصيص المظهر، وتحديد المتغيرات (الألوان، المقاسات، الطباعة، الخامة، وغيرها)، وإدارة المخزون، وغيرها العديد من الإعدادات المتقدمة.

رفع منتج جديد على ووكومرس
رفع منتج جديد على ووكومرس

كما اختبرت التكامل مع أنظمة متعددة، مثل أدوات إدارة البريد الإلكتروني، وأنظمة إدارة علاقات العملاء (CRM)، وبرامج الولاء، مما أتاح لي إنشاء تجربة شراء متكاملة للعملاء وربط جميع عناصر المتجر في منظومة واحدة تسهّل الإدارة وتعزّز فعالية التسويق.

وبسهولة، تمكنت من تطبيق مختلف الاستراتيجيات التسويقية واختبارها على متجري، مثل عروض Upsell لزيادة متوسط قيمة الطلب، والخصومات المجمّعة لتشجيع العملاء على شراء أكثر من منتج، وإشعارات المبيعات التي تعزز عنصر الثقة وتحثّ الزوار على اتخاذ قرار الشراء بسرعة.

المنتجات على متجر ووكومرس
المنتجات على متجر ووكومرس

الأمر نفسه انطبق على إدارة الشحن، حيث استطعت تخصيص رسوم الشحن ليتم احتسابها تلقائيًا، بالإضافة إلى التكامل مع مختلف بوابات الدفع الإلكترونية التي تناسب استهدافي سواء محليًا أو دوليًا. وهكذا شعرت بالاستقلالية الكاملة في إدارة متجري وبقدرته على التكيّف بمرونة مع أي تغييرات مستقبلية.

كيف ساعدتني قوالب بيكاليكا على الانطلاق سريعًا

من أبرز المشكلات التي واجهتها في المتاجر الاجتماعية كانت عدم قدرتي على إبراز أو بناء هوية بصرية مستقلة ومميزة لمتجري. وعند الانتقال إلى ووكومرس، كان لدي تخوف من عدم قدرتي على تصميم واجهة احترافية تناسب نشاطي التجاري.

لهذا بدأت بالبحث عن القوالب، حتى توصلت إلى منصة بيكاليكا، التي توفر قوالب ووردبريس جاهزة لمختلف التخصصات، خاصة في مجال التجارة الإلكترونية. تتميز هذه القوالب بدعم كامل للغة العربية، إضافةً إلى خيارات تخصيص شاملة لجميع عناصر القالب، مما يتيح لك بناء هوية متجرك بمرونة وسهولة.

قوالب ووردبريس الجاهزة على بيكاليكا
قوالب ووردبريس الجاهزة على بيكاليكا

في متجري، اخترت قالب أناقة لأنه يوفّر نماذج جاهزة تناسب تخصصي (الملابس)، ويقدم تجربة مستخدم ممتازة، مع توافق كامل مع مختلف الأجهزة، وخصوصًا الهواتف المحمولة التي تمثل المصدر الأكبر لزيارات متجري.

وفي حال كنت لا تعرف كيف تختار قالب مناسب، فيمكنك قراء مقالي السابق للتعرف على الطريقة الصحيحة لاختيار قالب ووكومرس يعبر عن هوية متجرك الإلكتروني.

قالب ووكومرس مخصص للملابس على بيكاليكا
قالب ووكومرس مخصص للملابس على بيكاليكا

أما النقطة الأهم التي شجعتني على اختيار قوالب بيكاليكا فهي أنها تأتي مزودة بدليل استخدام باللغة العربية يشرح جميع مميزات القالب وخطوات تثبيته وتخصيصه على المتجر من البداية حتى النهاية، بالإضافة إلى إمكانية التواصل مع مطور القالب (باللغة العربية) للحصول على الدعم في حال واجهتك أي مشكلة فنية أثناء التثبيت أو التخصيص.

خلاصة التجربة يمكن القول أن تجربتي مع المتاجر الاجتماعية كانت بداية سريعة ومناسبة لإطلاق المنتجات والوصول إلى العملاء الموجودين بالفعل على المنصة، لكنها افتقدت عناصر الاستدامة والنمو على المدى الطويل، مثل التحكم الكامل، وبناء الهوية البصرية، وإقامة علاقة دائمة مع العملاء. 

على النقيض، وفّر لي ووكومرس بيئة احترافية تمنحني حرية مطلقة في التصميم، وتعددًا في خيارات التسويق، ومرونة في التكامل مع أنظمة متقدمة، مع امتلاكي السيطرة الكاملة على بيانات المتجر وعلاقاتي مع العملاء. وبالنسبة لي، كان الانتقال إلى ووكومرس هو الخطوة التي جعلت متجري أكثر استقرارًا واحترافية، ووضعتني على طريق نمو مستدام بعيدًا عن قيود المنصات الاجتماعية.

المهندس أحمد عباس، يتمتع بخبرة تفوق السبع سنوات في مجال تطوير مواقع الووردبريس والمنصات التعليمية. وصاحب خبرة في بناء المواقع على ووردبريس، وإنشاء وتحسين متاجر ووكومرس، بالإضافة إلى تكامل بوابات الدفع الإلكتروني.